السرطان

 

 

ينشأ السرطان من تغير الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية في عملية متعددة المراحل تتطور بشكل عام من آفةٍ ما قبل السرطانية إلى ورم خبيث. هذه التغييرات تنتج بسبب التفاعل بين العوامل الوراثية للفرد وثلاث فئات من العوامل الخارجية، بما في ذلك:

•  العوامل المادية المسرطنة، مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤيّنة.
•  العوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ومكوّنات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوّثات الغذائية) والزرنيخ (أحد ملوّثات مياه الشرب).
•  العوامل البيولوجية المسرطنة، مثل الالتهابات الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات.
• يرتفع معدل الإصابة بالسرطان بشكل كبير مع تقدم العمر، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تراكم مخاطر الإصابة بسرطانات معينة تزداد مع تقدم العمر. يتم الجمع بين تراكم المخاطر الإجمالي والميل إلى أن تكون آليات الإصلاح الخلوي أقل فعالية مع تقدم الشخص في السن.

 

يعد السرطان سببًا رئيسيًا للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث تسبب في حوالي ١٠ ملايين حالة وفاة في عام ٢٠٢٠. وفيما يلي أكثر أنواعه شيوعًا في عام ٢٠٢٠ (من حيث حالات السرطان الجديدة)

1. سرطان الثدي (٢.٢٦ مليون حالة)
2. سرطان الرئة (٢.٢١ مليون حالة)
3. سرطان القولون والمستقيم (١.٩٣ مليون حالة)
4. سرطان البروستات (١.٤١ مليون حالة)
5. سرطان الجلد (غير الميلانوما) (١.٢٠ مليون حالة)
6. سرطان المعدة (١.٠٩ مليون حالة)

 

من ناحية أخرى الأسباب الأكثر شيوعًا للوفاة بسبب السرطان في عام ٢٠٢٠

1. سرطان الرئة (١.٨٠ مليون حالة وفاة)
2. سرطان القولون والمستقيم (٩١٦٠٠٠ حالة وفاة)
3. سرطان الكبد (٨٣٠ ألف حالة وفاة)
4. سرطان المعدة (٧٦٩٠٠٠ حالة وفاة)
5. سرطان الثدي (٦٨٥٠٠٠ حالة وفاة)

 

 

التشخيص

يعد المنظار أحد الطرق المتبعة لتشخيص السرطان وعلاجه، حيث يمكن أن يتحكّم الجراح من خلاله في مدى وضوح الرؤية للورم وتتبع آثاره بشكل أدق، مما يُمكّنه من قطع الجزء المصاب بالسرطان والغدد اللمفاوية في تلك المنطقة، أو أخذ خزعة منه ليتم فحصه بالمختبر.

 

التنظير الداخلي (Endoscopy) هو إجراء طبي يتم فيه تمرير أنبوب رفيع مصمم بضوء وكاميرا فيديو صغيرة في طرفه للنظر في داخل الجسم. هناك العديد من أنواع التنظير الداخلي تختلف باختلاف الجزء المراد تنظيره. فعلى سبيل المثال، يعد سرطان الرئة والقولون من أكثر الأمراض السرطانية شيوعًا حول العالم.

في حالة تنظير القصبات (Bronchoscopy) يتم ادخال المنظار عن طريق الأنف أو الفم لأسفل الحلق مرورًا بالقصبات الهوائية إلى الرئة. من الأسباب الشائعة لتنظير القصبات تشخيص أمراض الرئة وأخذ خزعة من أنسجتها في حالة ظهور شيء غير طبيعي في الأشعة السينية للصدر أو التصوير المقطعي.

تنظير القولون (Colonoscopy) فحص يُستخدم لاكتشاف التغيرات أو الحالات الشاذة في الأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم. خلال تنظير القولون، يتم إدخال أنبوب طويل ومرن إلى داخل القولون عن طريق فتحة الشرج. تتيح كاميرا فيديو دقيقة على حافة الأنبوب للطبيب إمكانية العرض داخل القولون بالكامل. يعد أخذ الخزعة من الأسباب الشائعة لجميع أنواع التنظير، ويتم ذلك عن طريق تمرير أداة طويلة ورفيعة (ملقط صغير أو ابرة مجوفة) أسفل المنظار، ليتم بعد ذلك فحصها بالمختبر. في بعض الحالات، يمكن للتنظير أن يقي بإذن الله من بعض أنواع السرطان. على سبيل المثال، عند تنظير القولون يمكن إيجاد وإزالة الأورام الحميدة قبل أن تتحول الى سرطان.

 

التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PETCT

يعد السرطان من الأمراض التي تؤثر على الأعضاء من الناحية الوظيفية والنسيجية؛ لذلك يلجأ البعض إلى عمل فحوصات باستخدام جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. هذا الإختبار يساعد في الكشف عن الوظائف الكيميائية والأنسجة عن طريق استخدام مادة مشعة توضح النشاط الأيضي لاختبار الوظائف الطبيعية وغير الطبيعية. هذه المادة المشعة تحقن بالوريد وتتجمع في المناطق التي يكون فيها النشاط الأيضي عالي؛ موضحةً موقع المرض. بالنسبة للأنسجة السرطانية، فإنها تظهر على شكل نقاط مضيئة لأن المستوى الأيضي فيها أعلى، كما هو موضح في الصورة المرفقة. وهذا الاختبار يساعد في:

• الكشف عن وجود سرطان.
• الكشف عما إذا كان السرطان قد انتشر أم لا.
• التحقق من فعالية علاج السرطان.
• اكتشاف عودة السرطان.

بالإضافة لذلك، تستخدم هذه التقنية لدراسة الدماغ والقلب والوظائف المصاحبة لهم.

 

و للحصول على صورة دلالية عن الوظائف والأنسجة، يتم جمع التصوير بالإصدار البوزيتروني مع التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب.

التصوير بالرنين المغناطيسي

 يتكون هذا الجهاز من أنبوب طويل ومغناطيس كبير، بحيث يتم استخدام المجال المغناطيسي وموجات الراديو لتصوير الأعضاء والأنسجة داخل جسد الإنسان. ويتم جمع الصور عن طريق قياس مدى تأثر جزيئات الماء في الجسد بعد تأثرها بالمجال المغناطيسي، حيث تُلتقط هذه التغيرات عن طريق موجات الراديو لتحويلها إلى صور مرئية ذات دقة عالية.

التصوير المقطعي المحوسب

 يتم استخدام الأشعة السينية لالتقاط زوايا مختلفة من الجسم لتكوين شرائح مقطعية توضح الأجزاء المختلفة. غالبًا يتم فحص وتشخيص العظام بهذا الاختبار، حيث تظهر العظام شديدة البياض والأعضاء التي تحتوي على الهواء (مثل الرئة) باللون الأسود.

 

 

علاج السرطان بالبروتون

يُعد العلاج بالبروتون، المعروف أيضًا باسم العلاج الإشعاعي بالبروتون، نوعًا من العلاج الإشعاعي. يستخدم البروتونات بدلاً من الأشعة السينية لعلاج السرطان.

البروتون هو جسيم موجب الشحنة. في حالة الطاقة العالية، يمكن للبروتونات أن تدمر الخلايا السرطانية. قد يستخدم الأطباء العلاج بالبروتون وحده. يمكنهم أيضًا دمجها مع العلاج الإشعاعي بالأشعة السينية والجراحة والعلاج الكيميائي و / أو العلاج المناعي.

العلاج بالبروتون، مثله مثل إشعاع الأشعة السينية، هو نوع من العلاج الإشعاعي الخارجي. يتم توصيل الأشعة بدون ألم عبر جلد المريض باستخدام جهاز خارج الجسم.

 

كيف يعمل العلاج بالبروتون

تعمل آلة تسمى السنكروترون أو السيكلوترون على تسريع البروتونات. تُولِد السرعة العالية للبروتونات طاقة عالية. هذه الطاقة تجعل البروتونات تنتقل إلى العمق المطلوب في الجسم. ثم بعد ذلك تعطي البروتونات جرعة الإشعاع المطلوبة في الورم. مع العلاج بالبروتون، تقل جرعة الإشعاع خارج الورم. في عمليات العلاج الإشعاعي المنتظم، تستمر الأشعة السينية في إعطاء جرعات إشعاعية حتى عندما تغادر جسم المريض. وهذا يعني أن الإشعاع يضر الأنسجة السليمة القريبة، وربما يتسبب في آثار جانبية.

يستمر العلاج الإشعاعي بالبروتون من حوالي 15 إلى 30 دقيقة، بدءًا من وقت دخول المريض إلى غرفة العلاج ويعتمد الوقت على جزء الجسم المراد علاجه وعدد المرات التي يحتاج المريض فيها للتعرض للإشعاع. يعتمد أيضًا على مدى سهولة رؤية الفريق الطبي لموقع الورم بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب أثناء عملية تحديد الموقع.

 

أنواع السرطانات التي يمكن علاجها بالبروتون

يعتبر العلاج بالبروتون مفيدًا في علاج الأورام التي لم تنتشر والتي تكون بالقرب من أجزاء مهمة من الجسم. على سبيل المثال، السرطانات بالقرب من الدماغ والحبل الشوكي. كما أنها تُستخدم لعلاج الأطفال لأنها تقلل من فرصة إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة والنامية. قد يتلقى الأطفال العلاج بالبروتونات لسرطان الدماغ والحبل الشوكي. كما أنها تستخدم لسرطان العين، مثل الورم الأرومي الشبكي والساركوما العضلية المخططة المدارية.

 

 

 

يمكن أيضًا استخدام العلاج بالبروتون لعلاج هذه السرطانات:

• سرطانات الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الورم الحبلي والساركوما الغضروفية والورم السحائي الخبيث.
• سرطان العين، بما في ذلك الورم الميلانيني العنبي أو الورم الميلانيني المشيمي.
• سرطانات الرأس والرقبة، بما في ذلك سرطان التجويف الأنفي وسرطان الجيوب الأنفية وبعض سرطانات البلعوم الأنفي.
• سرطان الرئة.
• سرطان الكبد.
• سرطان البروستات.
• الأورام اللحمية في العمود الفقري والحوض، وهي سرطانات تحدث في الأنسجة الرخوة والعظام.
• أورام المخ غير السرطانية.

 

وسائل الوقاية والعلاج

مرض السرطان من الأمراض التي لا تعترف بسبب محدد. هذا النوع من الأمراض ليس له أي أسباب رئيسية ممكن لأي أنسان أن يتجنبها. ولذلك فإن الكثير من المتخصصين يتحدثون عن سبل الوقاية من هذا المرض. الوعي الكافي بهذا المرض يلزمنا الأخذ بعين الاعتبار السبل التي تساعد وتؤدي الى الوقاية من مرض السرطان. هنا نذكر البعض ومنها:

1. البعد عن استخدام أنواع التبغ (التدخين).

التدخين مرتبط بشكل شبه مباشر الى بعض انواع مرض السرطان مثل سرطان الرئة والقولون والمستقيم والثدي والحلق وعنق الرحم والمثانة والفم والمريء. وهنا ليس فقط المدخن المعرض لهذا المرض بسبب التدخين ولكن أيضًا المتواجد بالقرب من المدخن هو من يكون المعرض الثاني لهذا المرض وقد يكون في خطر حقيقي. 90% من مرضى سرطان الرئة هم من المدخنين او من يتنفس الهواء المليء بالدخان.

 

2. البعد عن التعرض لأشعة الشمس الفوق بنفسجية.

أشعة الشمس الفوق بنفسجية هي المسبب الرئيسي لمرض سرطان الجلد. عدم التعرض لهذه الأشعة بشكل مستمر قد يقيك من

هذا المرض. أيضا استخدام كريم لحماية الجلد من هذه الأشعة قد يحد من نسبة حدوثه.

 

3. اتخاذ نمط غذائي صحي.

التقليل من اللحوم الحمراء والابتعاد عن المشروبات الكحولية لأن الكحول يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد والقولون والمستقيم والثدي.

 

4. ممارسة الرياضة والحفاظ على الوزن الصحي.

30 دقيقة يوميا لها الفاعلية الكبيرة في تهشيم نسبة إصابتك بهذا المرض وذلك لأن السمنة قد تؤدي إلى وقوع سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم، وهناك أيضًا بعض الأدلة على ارتباطها بسرطان الرئة والبنكرياس.

 

5. الحفاظ على تلقي اللقاحات.

بعض الفيروسات قد تم دراستها وتم ربطها بحدوث مرض السرطان. ولذلك ينصح بشدة التحدث مع طبيبك حول التوصيات العمرية للقاحات فيروس الورم الحليمي البشري.

 

6. المحافظة على عمل الفحوصات.

لا تبخل على نفسك وعائلتك على التقدم بعمل الفحوصات التي قد تكتشف هذا المرض في المراحل الأولى والتي تساعد بشكل كبير على السرعة في بدأ العلاج وهذا مما يؤدي الى فعالية العلاج بشكل ناجح. ويمكن للبعض أيضًا اكتشاف الحالات السابقة للتسرطن قبل أن تصبح سرطانية.

بينما ثبت أن الفحص ينقذ الأرواح، فإن إرشادات الفحص ليست دائمًا "مقياس واحد يناسب الجميع".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

References

https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/cancer

https://www.mayoclinic.org/ar/tests-procedures/pet-scan/about/pac-20385078

https://www.mayoclinic.org/ar/tests-procedures/ct-scan/about/pac-20393675

https://www.mayoclinic.org/ar/tests-procedures/mri/about/pac-20384768"

Endoscopy (cancer.org)

Proton Therapy", Cancer.Net, 2022. [Online]. Available: https://www.cancer.net/navigating-cancer-care/how-cancer-treated/radiation-therapy/proton-therapy. [Accessed: 19- Feb- 2022].

Proton Therapy", Hopkinsmedicine.org, 2022. [Online]. Available: https://www.hopkinsmedicine.org/health/treatment-tests-and-therapies/proton-therapy. [Accessed: 19- Feb- 2022].

https://www.preventcancer.org/education/seven-steps-to-prevent-cancer/